قال a:( لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني إن شئت،
ولكن ليعزم المسألة فإنه لا مكره له)[1]
وأخبر تعالى أن
الشفعاء الذين يشفعون عنده لا يشفعون إلا بإذنه، كما قال تعالى:﴿ مَنْ ذَا
الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ (البقرة: 255)، وقال
تعالى:﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا
يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾
(الانبياء:28)، وقال تعالى:﴿ يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا
مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً﴾ (طـه:109)، وقال
تعالى:﴿ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ
لَهُ﴾ (سـبأ: 23)
* * *
وبدل هذا التيه
الذي دفع له العقل المجرد، أو الفهم القاصر، أو الذوق المنحط، فإن الله تعالى
أرشدنا إلى توسيطه في كل مصلحة من مصالحنا، ودفعا لأي مضرة من مضارنا، فنفر إلى
الله متوسلين بأسمائه الحسنى وصفاته العليا.
ولهذا علمنا a أن ندعو الله بأسمائه الحسنى، مستشفعين بها إلى الله،
ومتوسطين بها لدية، أو نخبر بها أنفسنا لنكون في دعائنا عارفين بقدر من ندعو، وكان
من أدعيته a:( أسألك بأن لك الحمد أنت الله المنان بديع السموات
والأرض ياذا الجلال والإكرام وأسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم
يولد ولم يكن له كفوا أحد وأسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك
أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك)[2]