وهو يدل على أن
الله قريب من خلقه قربا لا يحتاجون معه إلى الوسائط لتبليغ حاجاتهم، ولهذا قال تعالى في آية السؤال:﴿ وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (البقرة:186) وقد جاء
أن سبب نزولها أن الصحابة قالوا:( يا رسول الله، ربنا قريب فنناجيه، أم بعيد فنناديه)
فأنزل الله تعالى هذه الآية[1].
ولهذا أخبر a أن معية الله لعبده لا تستلزم إلا حضور العبد معه، كما ورد
في الأثر الإلهي:( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه) [2]، وأخبر a في الأثر الإلهي أن ( من تقرب مني شبرا تقربت منه
ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا)، وأخبر a أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
ولهذا ورد الثناء
على تخفيض الصوت بالذكر والدعاء، كما قال تعالى
مثنيا على عبده زكريا u:﴿ إِذْ
نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً﴾
(مريم:3)، فإن القلب كلما استحضر قرب
الله تعالى وأنه أقرب إليه من كل قريب أخفى دعاءه ما أمكنه.
ولهذا لما رفع
الصحابة أصواتهم بالتكبير،وهم معه a في سفر، قال:( يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم
ولا غائباً إنما تدعون سميعاً بصيراً، إن الذين تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق
راحلته)[3]
الرحيم:
وهو ـ بعمقه
وحقيقته المطلقة ـ يدل على أن كل رحمة في الكون هي من رحمة الله، حتى الرحمة التي
يجدها الولد من أمه، هي فيض وقبس من رحمة الله، قال a:(