responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 369

إن الله تعالى خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، وجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض وأخر تسعا وتسعين، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة) [1]، فقد أخبر a أن هذه الرحمة هي طباق ما بين السماء والأرض، ومع ذلك فهي رحمة واحدة.

بل إن الله تعالى في رحمته بعباده أو في إجابته لهم لا يحتاج حتى إلى وساطة الأعمال، وقد قال بعضهم في هذا: عجبت لهذه الأمة في قوله تعالى:﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ (غافر: 60) أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة، وليس بينهما شرط، فقال له قائل:( مثل ماذا؟)، فقال:( مثل قوله تعالى:﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات﴾ (البقرة: 25)، فههنا شرط، وقوله تعالى:﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ (يونس: 2)، فليس فيه شرط العمل، ومثل قوله تعالى:﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (غافر:14) فههنا شرط، وقوله تعالى:﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ (غافر: 60) ليس فيه شرط)

بل إنه a أخبر عن أن دخول الجنة لا يكون إلا برحمة الله الصرفة، فقال a:( لن يدخل أحد الجنة بعمله) قالوا:( ولا أنت يا رسول الله) قال:( ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل) [2]

أما الشفعاء الذين أخبرت النصوص بشفاعتهم في الخلق، فهم لا يشفعون إلا بإذن الله، وفيمن أذن الله، وهذا وحده دليل على أن رحمة الله ـ لا الشفعاء ـ هم سبب ذلك الفضل.


[1] رواه مسلم وابن مردويه.

[2] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست