وأخبر تعالى عن
افتقار كل شيء إليه وغناه عن كل شيء، فقال تعالى:﴿ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ
الْحَمِيدُ﴾ (فاطر:15)
والله تعالى يدفع توهم حاجته إلى عبادة
عباده، حتى لا نتخذها وسيطا وثنيا لله، فقال تعالى
عند أمره بالحج:﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ
مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ
حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ
غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران:97)، وفي الآية الكريمة إشارة إلى
أن المنفعة للعابد لأنه ذكر أن من دخله كان آمنا.
وأخبر تعالى أن سليمان u عندما عاين فضل الله عليه قال:﴿ هَذَا
مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ
فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ
كَرِيمٌ﴾ (النمل: 40)
وأخبر أن من حكمة لقمان u إدراك هذا المعنى العميق والتعامل الإيماني
معه، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ
آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا
يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾
(لقمان:12)
وأخبر موسى u من كانوا يتصورون انتفاع الله بعبوديتهم
بقوله:﴿ إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ
اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ (ابراهيم: 8)
وبمثل ذلك ورد في الحديث القدسي الجليل:(
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك
في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل
منكم ما نقص ذلك