بل قد دل على هذا
ما ذكره الله تعالى من إخراج ناقة صالح u من
الجبل الأصم، فقدرة الله لا حدود لها.
وانطلاقا من هذا
فإنا لا نرى صحة ما ذكره المخالفون من التشنيع على أصحاب هذا القول، كما قال ابن
تيمية:( من قال أن قدرة العبد وغيرها من الأسباب التي خلق الله تعالى بها
المخلوقات ليست أسبابا، أو أن وجودها كعدمها، وليس هناك إلا مجرد اقتران عادي
كاقتران الدليل بالمدلول فقد جحد ما خلق الله وشرعه من الأسباب والحكم، ولم يجعل
في العين قوة تمتاز بها عن الخد تبصر بها، ولا في القلب قوة يمتاز بها عن الرجل
يعقل بها، ولا في النار قوة تمتاز بها عن التراب تحرق بها، وهؤلاء ينكرون ما في
الأجسام المطبوعة من الطبائع والغرائز) [1]، فليس في كل ذلك جحود، وإنما هو فهم دلت عليه النصوص
ولم ينكره العقل.
إثبات الأسباب:
والاعتبار الثاني
هو إثبات الأسباب، وهو قول الكثير من العلماء، ومما دلت عليه النصوص، ومما يقول به
العقل والحس بادئ الرأي.
ولا دليل في هذا
القول أيضا على كون هذه الأسباب وسائط لأن الله قد يخلق بوجودها، وقد يخلق مع
تخلفها، وهو لا يحتاج في الخلق إليها، وإنما أبرزتها حكمته في ترتيب الأسباب على
المسببات.
والفريق القائل بهذا
يطل من نافذة اسم الله ( الحكيم)، وهو يكمل النظرة السابقة، ولا نرى أنه يتنافى
معها.