ولهذا ورد اللباس
في القرآن الكريم بصيغة الإلباس، كما قال تعالى:﴿ يَا بَنِي
آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً
وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ
يَذَّكَّرُونَ ﴾
وقد علمنا رسول
الله a من صيغ الذكر ما يغرس هذه المعاني في نفوسنا، أو ما
يحوله إلى واقع حي يرفع أرواحنا، ويهذب سلوكنا، وقد ذكرنا طرفا من ذلك في بعض هذه
الرسائل.
ثم إن أعظم نعمة
تتجلى للمؤمن من خلال إدركه لملكية الله للأشياء أن تنجلي عن عينيه الغشاوة التي
يقبع في وهمها الغافلون، كما قال تعالى:﴿ أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ
فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ
إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾
(يونس:66)
وهذا الوهم هو الذي
جعلهم يتصرفون في الأشياء من المنطق الذي تزعمه لهم أهواؤهم، فلذلك ﴿
جَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُوا
هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ
فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ
سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ (الأنعام:136)
ونتيجة خلطهم
وخبطهم أنهم يعبدون السراب، ويدعون من لا يملك شيئا، قال تعالى:﴿ قُلِ
ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ
وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ﴾ (سـبأ:22)