وإلى هذا الباب
الإشارة بقوله تعالى:﴿ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً﴾ (النازعـات:5)،
وقد روي في تفسيرها عن ابن عباس أنها (
الملائكة وكلت بتدبير أحوال الأرض في الرياح والأمطار وغير ذلك)
وقد أشار القرآن
الكريم إلى هذا التدبير الموكل للملائكة، فقال تعالى:﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ
عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3)
فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا
(6)﴾ (المرسلات)، وقال تعالى:﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1)
وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا
(4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)﴾ (النازعات)
وقال تعالى
عن ملائكة العذاب:﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا
النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ
اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ (التحريم:6)
وقال عن تنزل ملائكة الرحمة:﴿ تَنَزَّلُ
الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾
(القدر:4)
وقد ورد في الأحاديث الشريفة تفاصيل أكثر في ذلك
ذكرناها في محلها من هذه الرسائل:
ومنها أنه تعالى وكل بالجبال ملائكة، وقد ورد في
الحديث الشريف أنه a جاءه ملك الجبال يسلم عليه ويستأذنه في هلاك قومه إن
أحب، فقال:( بل أستأني لهم لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به
شيئا) [1]