فيقول: فكيف لو أنهم رأوها فيقولون: لو أنهم رأوها
كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة، قال: فمم يتعوذون؟ فيقولون:
من النار فيقول: عز وجل هل رأوها؟ فيقولون لا والله يا رب فيقول: فكيف لو رأوها؟
فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة فيقول: فأشهدكم أني قد
غفرت لهم فيقول: ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة فيقول: هم
القوم لا يشقى بهم جليسهم) [1]
ملكية التشريع:
بناء على كون الله
هو المدبر الأوحد للكون، فإنه ينبغي التسليم له بكونه المشرع الأوحد للكون، ذلك أن
الكون لا يقوم إلا بخالقه، فالخالق أعلم بخلقه، ولذلك كان الانحراف عن هذا النوع
من الملكية انحرافا خطيرا عن الفطرة الأصلية التي خلق الله عليها كل شيء.
والأمر في ذلك
الحين يشبه السرطان الذي تنحرف خلاياه عن المسارات التي رسمت لها، فتروح ترمي جسد
صاحبها بأنواع المهالك.
ولهذا تدارك الله
برحمته عباده، فأرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب، وبعث فيهم المعلمين، لتستقيم
حياتهم وفق السنن التي استقام عليها الكون جميعا.
وقد عبر عن هذا
النوع من الملكية قوله تعالى ـ آمرا كل مسلم أن يقول ـ:﴿ قُلْ إِنَّ
صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
(الأنعام:162)، فقد عبر القرآن الكريم في هذه الآية عن الصلاة والنسك والمحيا
والمماة بلام الملكية، ليبين أن المؤمن هو الذي يسلم كل ذلك لله.