يوم القيامة
ليأخذونك إلى النار فلا تذهب معهم قال: لا يدعونني ولا يقبلون مني قال: فكيف ترجو
النجاة إذاً؟! قال له: حسبي حسبي! أنا أستغفر الله وأتوب إليه ولزمه في العبادة
حتى فرق الموت بينهما.
ونحب أن ننبه هنا
إلى أن التشريع الذي أمرنا الله به ليس إلا تكميلا للتكوين الذي فطرنا عليه.
وكمثال مقرب لذلك
أن صانع الآلة يصنع للآلة كل ما تحتاجه لأداء وظيفتها على أكمل وجه، ولكن آلته مع
ذلك لا يمكن أن تؤدي وظيفتها إلا إذا تعامل معها صاحبها وفق ما تتطلبه خصائصها..
فمثلا لو أن الآلة
تحتاج إلى كمية كهرباء قليلة، لكن صاحبها أسرف، وأعطاها فوق حاجتها، فإن ذلك قد
يتلفها..
وهكذا الأمر مع خلق
الله..
فالله تعالى خلق
الخلق، وهو أعلم بحاجاتهم، ولهذا لم يأمرهم إلا بما يصلح لنفوسهم وأجسادهم وعقولهم
وقلوبهم، فمن خالف ذلك لم يلق إلا الهلاك، والهلاك في هذه الحالة لم يأته من مصدر
خارجي، وإنما أتاه من نفسه.
وإلى هذا الإشارة
بقوله تعالى:﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً
ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ (طـه:124)
وفي مقابل هؤلاء من
نفذ أوامر الله، كما قال تعالى:﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (النحل:97)
ولا نحتاج هنا إلى
ذكر الأدلة على ذلك.. فالحياة كلها أدلة عليها.