responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 43

سريرته، ولكنه يوقن أنه سيخرجه منها نقيا طاهرا سعيدا، مثلما يخرج الطبيب الخبير مريضه الذي قطع أوصاله وآلمه بأنواع المرارات صحيحا معافى.

ولذلك كان إدراك المؤمنين لهذه الحقيقة هو الذي جعلهم يستسلمون لأوامر الله، وهم يدركون أن اختيار الله لهم خير لهم من اختيارهم لأنفسهم، وقد روي في سبب نزول قوله تعالى:﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة:232) أن بعض الصحابة زوج أخته رجلاً من المسلمين على عهد رسول اللّه a، فكانت عنده ما كانت، ثم طلقها تطليقة لم يراجعها حتى انقضت عدتها، فهويها وهويته ثم خطبها مع الخطاب، فقال له:( يا لكع ابن لكع أكرمتك بها وزوجتكها فطلقتها، واللّه لا ترجع إليك أبداً آخر ما عليك)

قال الراوي:( فعم اللّه حاجته إليها وحاجتها إلى بعلها فأنزل اللّه تعالى:﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ﴾ (البقرة: 231) إلى نهاية الآية، فلما سمعها قال:( سمعا لربي وطاعة)، ثم دعاه فقال:( أزوجك وأكرمك)[1]

وهذا التسليم لخبرة الله وعلمه في شؤون التشريع والحياة هو الذي يجعل المؤمن يلتجئ إلى الله العالم بعواقب الأمور يستخيره فيما يعرض له من أمور، ولهذا قال a:( من سعادة ابن آدم كثرة استخارته لله تعالى ورضاه بما قضى الله تعالى، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله تعالى وسخطه بما قضى الله تعالى له)[2]

ودعاء الاستخارة الذي علمنا إياه رسول الله a، بل كان حريصا على تعليمه يحمل كثيرا من معاني الالتجاء لله والتسليم له باعتباره العليم الخبير، عن جابر بن عبدالله قال:( كان


[1] رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة واللفظ للترمذي.

[2] رواه الترمذي.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست