أما الآن.. وبعد أن
عرفنا أسرار سنن الكون.. فلا نحتاج إلى هذه المعرفة.
والجواب عن ذلك: هو
ما ذكره القرآن.. فتحدي القرآن للآلهة بالذبابة لا زال قائما.
ونحن نقول لهؤلاء
الذين استعبدتهم التكنولوجيا: اخلقوا لنا ذبابة واحدة كما ذكر القرآن.. أما إن
عجزتم، فلا ينبغي إلا أن تخضعوا للذي خلق ملايير ملايير من الذباب.. بل الذي خلق
هذا الكون الواسع الذي يمتلئ بكل أنواع القدرة، والذي لا يشكل الذباب إلا عنصرا
ثانويا، بل مرفوضا فيه.
قد لا يعلم المدى
الذي يحمله هذا الجواب لعامة الذين ربما يغترون بمنتجات التكنولوجيا، ويتصورونها
أعظم خلقا من الذباب.
ولكن العلماء.. كل
العلماء.. يدركون هذا..
إنهم يدركون أن
الإنسان لو تمكن من خلق ذبابة واحدة، فإنه بذلك يكون قد أنجز أعظم إنجاز في تاريح
البشرية جميعا.
فلا نستطيع بحال من الأحوال أن نقيس السفينة الفضائية أو العقل الالكتروني
أو أي منجو من منجزات هذه الحضارة بخلق ذبابة [1].
فليس في هذه المنجزات ـ مع احترامنا لها، بل اعتقادنا أنها من فضل الله على
عباده ـ أي نمو أو رشد، ويستحيل أن تنجب مثيلا لها، ولا يمكنها من داخل نفسها
ترميم ما يطرأ عليها من الأضرار، فهي لا تصلح قطعها التالفة أبداً، وهي فوق ذلك
تحتاج إلى الهداية والقيادة من الخارج.