أما الذبابة، فلها من هذه الجهات أفضلية واضحة على تلك السفينة الفضائية أو
جهاز الكومبيوتر.. ولكن كثرة الذباب أدى إلى تصوره من قبلنا كموجود حقير، ولو كانت
هنالك ذبابة واحدة فقط في العالم لاتضح آنذاك مدى ما سيوليه العلماء لها من
الاهتمام.
وهذا الكلام لا نقوله نحن.. ولا يقوله فقط علماء المسلمين.. ولا يقوله قبل
ذلك القرآن..
بل هو علم من العلم لا يصير العالم عالما إلا إذا علمه.
يقول (البروفيسور هانز):( سوف يصل الانسان بعد ألف سنة إلى سر الحياة، ولكن
هذا لا يعني أنه سيستطيع صناعة ذبابة أو حشرة أخرى أو حتى خلية حية)
ويرد (كرسي مورسن) رئيس اكاديمية العلوم بنيويورك في كتاب (سر خلق الانسان)
على هيجل، فيقول:( قال هيغل: أعطوني الهواء والماء والمواد الكيمياوية والزمان
وسوف أخلق بها إنساناً. لكن هيغل نسي أنه بحاجة إلى نطفة وجرثومة الحياة من أجل
هذا المشروع ايضاً. إنه بعد أن يجمع الذرات اللامرئية ويرتبها إلى جانب بعضها ضمن
نظام وترتيب خاص بخلقة الأنسان، عليه أن يمنح الروح لهذا القالب! وعلى فرض أنه
وُفّق للقيام بكل هذه الاُمور الخارقة للعادة، هنالك احتمال واحد فقط من بين
ملايين الاحتمالات لظهور حيوان لم تشاهد عين الدهور شيئاً أغرب منه. والأعجب هو أن
هيغل لن يقول بعد الموفقية في هذا الأمر أن هذا الموجود العجيب ظهر بحسب التصادف
والاتفاق، بل يقول:( إن ذكائي ونبوغي هو الذي خلقه)[1]