وعلى خطى إبراهيم u سار
أصحاب محمد a الذين ﴿ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ
فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ
الْوَكِيلُ﴾ (آل عمران: 173)
وقد جمع ابن عباس بين القدوة والمقتدي في قوله عن شعار التوجه
إلى الله والاكتفاء به:( حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم الخليل عليه
السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد a حين قال لهم
الناس: إن الناس قد جمعوا لكم)
والمؤمن لذلك يقارن دائما بين القوى الوهمية التي تتحداه،
وبين قوة الله، فتطيش كل القوى، وتزول معها كل المخاوف.
وبخلاف هذا نجد الغافلين والجاحدين أكثر الناس مخاوف، فهم
يخافون كل شيء، وقد يدركون ما يخافون، وقد لا يدركون كما عبر بعضهم عن نفسه بقوله
عن مخاوفه التي لا تنتهي، والتي لا يعلم لها سببا:( إنني أعيش في خوف دائم، في رعب
من الناس والأشياء، ورعب من نفسي، لا الثروة أعطتني الطمأنينة، ولا المركز الممتاز
أعطانيها ولا الصحة، ولا الرجولة، ولا المرأة، ولا الحب، ولا السهرات الحمراء..
ضقت بكل شيء، بعد أن جربت كل شيء)
فالمعرفة الصحيحة بالله والتي تتولد عنها جميع المعارف، وتصحح
بها جميع الفهوم، وتنشق عنها جميع المشاعر هي التي تقي المؤمن من الخوف الذي
يستعبد الناس.
2 ـ العلم:
أما العلم، فإن
معرفة قدرة الله تعالى تملأ النفس بالعلم الصحيح.. العلم الذي ليس معه جهل..
والعلم الذي لا ينتج إلا العلم.