تقدر على أن لا
تطرحه؟)، قالوا:( لا يا رسول اللّه)، قال:( فواللّهِ، للُّه أرحمُ بعباده من هذه
بولدها) [1]
بل إن رسول الله a أخبرنا بأن هذه الرحمة التي وقفتها هذه الأم ليست سوى تجل من
تجليات رحمة الله، قال a:( جعل اللّه الرحمة مائة جزء
فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك تتراحم
الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) [2]
ولذلك كان أكثر أسماء
الله الحسنى يصب في بحر الرحمة، فتوبة الله على عباده، وتجاوزه عنهم من رحمته بهم،
وقد أخبر a ـ لتقريب صورة هذا النوع من الرحمة ـ بهذا المثال، قال a:( لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته،
عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ، وقد ذهبت راحلته، فطلبها حتى
إذا اشتد عليه الحر والعطش، قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت
فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده، عليها زاده وطعامه وشرابه، فالله
أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده) [3]
بل إن رسول الله a يحكي عن ربه قوله لعباده:( إذا تقرب إلي العبد شبرا تقربت إليه
ذراعا وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة) [4]، وقوله:( يا ابن آدم قم إلي أمش إليك وامش إلي أهرول إليك) [5]
والله هو الودود الذي
يحب عباده، ويفيض عليهم لمحبته لهم كل أنواع الخير، ولا