بالخلايا، صانعة
اللبن، الذي تستخلصه من الدم المار بالأوعية، ويخرج اللبن من هذه الفجوات إلى
مستودعات يبلغ عددها خمسة عشر أو عشرين، مكانها تحت دائرة حلمة الثدي، وتضيق قنوات
هذه المستودعات كلما قربت من سطح الحلمة حتى تصبح فتحات ضيقة بهذا العدد، توزع
اللبن بها توزيعاً عادلاً، ويكون بذلك في حالة ميسرة لرضاعة الطفل.
ويأخذ الرضيع
حاجاته من هذا اللبن الذي يتغير من وقت إلى آخر، وكلما زاد تراكيز مكوناته، كلما
سبب ذلك نمو الأسنان التي تظهر لتهيئة الطفل لأن يتناول الطعام.
والأسنان نفسها
تعتبر آية من آيات رحمة الله، فهي تختلف من قواطع في وسط الفم وقرب فتحته لقطع
الطعام، إلى أنياب بجانبها للمعونة في تمزيقه، ثم أضراس صغيرة فكية على كل جانب
لهرس وطحن الطعام.
وقد حاول العلماء
جاهدين عند محاولة صنع الأسنان الصناعية أن يستنبطوا نظاماً آخر أو يغيروا من وضع
الأسنان، فاعترفوا بقدرة الخالق، عندما قرروا أن أبدع وأكمل نظام يمكن للأسنان أن
تكون عليه هو النظام الطبيعي، فلذلك صنعوا أطقم الأسنان على نسق الأسنان الطبيعية:
شكلهاً.. وموضعهاً.. وترتيبهاً.
وعندما يحجب الطفل
عن الرضاعة ويبدأ في الأكل، تظهر الآيات البينات على قدرة الخالق وعظمته، بما
يشاهد من جليل الصنع على تهيئة الإنسان بما يحقق له حفظ حياته، فنجد في فم الإنسان
فتحات الأنف الداخلية، وفتحة التنفس في أول القصبة الهوائية وفتحة البلعوم أول
القناة الهضمية، ويذكر العلم أن أية ذرة من غبار تضل طريقها وتصل إلى القصبة
الهوائية لابد أن تُطرد، وما السعال إلا محاولة لطرد غبار وصل القصبة الهوائية،
وأي ذرة من الغبار تقتحم القصبة الهوائية تفضي إلى الموت.. فكيف تدخل أذن