وتنزلق بعد ذلك
البلعة مختلطة باللعاب إلى البلعوم، فالمريء ثم المعدة إلي تفرز حامض الكلورودريك،
ذا التركيز الخاص المعد بعناية، فتبلغ درجته من أربعة من أربعة إلى خمسه في الألف،
ولو زاد التركيز هذا الحامض على ذلك زيادة طفيفة، لحرق أنسجة المعدة حرقاً تاماً،
وتتولى بعد ذلك زيادة الافرازات والعصارات في مختلف أجزاء الجهاز الهضمي الذي يبلغ
طوله تسعة أمتار.
فهذه العصارات في
مختلف أجزاء الجهاز الهضمي الذي يبلغ تسعة أمتار، فهذه عصارة الأمعاء، وتلك
إفرازات الصفراء والبنكرياس وغيرها وكلها تلائم حالة الغذاء الذي وصل إليها، ولم
تعرف إلا من عشرين سنة.
ووظائف الغدد
المسامات تلك المعامل الكيماوية الصغيرة التي تمد الجسم بالتراكيب الكيماوية
الضرورية، والتي تبلغ من قوتها، أن جزءا من بليون جزء من بليون جزء منها، تحدث
آثارا خطيرة في الإنسان.
وهي مرتبة بحيث أن
إفراز كل غدة يكمل إفراز الغدة الأخرى، وكل ما يعرف عن هذه الافرازات إنها معقدة
التركيب تعقيداً مدهشاً، وأن أي اختلال في إفرازها يسبب تلفاً عاما في الجسم، يبلغ
حد الخطورة إذا دام هذا الاختلال وقتاً قصيراً.
ومثل ذلك لم يعرف
إلا أخيراً أن الغدد النخامية والغدتين فوق الكليتين إنما هي مخازن ذخيرة تعمل
وتنشط عند الحاجة.. بينما في الأوقات العادية لا تزيد عن كونها أجهزة عاطلة.. هذه
الغدة وظيفتها الأساسية حفظ التوازن الكمياوي والحيوي في الجسم.. إلا أنه يحاط
الإنسان بجو بارد تفرز هذه الغدد افرازات تسبب ضيقاً في الأوعية الدموية مما يرتفع
بسببه ضغط الدم.. فيتغلب الجسم على الجو البارد المحيط به.. بالدفء الداخلي الناتج
من ارتفاع ضغط الدم.