بل إن النصوص لا
تعتبر الشر هو النتيجة الطبيعية الحتمية للانتكاسة التي تصييب الإنسان بالمعاصي
فقط، وإنما تخبر بأن المعاصي نفسها ـ بتأثيرها الخطير على الفطرة ـ تعتبر أكبر شر
وأخطر ألم يصيب الإنسان، فهي مصيبة في نفسها، ثم هي مصيبة بما تجره من بعدها من
آثار.
ولهذا كان a يجمع في خطبه بين الاستعاذة من المعاصي وآثارها، قال a:( الحمد لله نستعينه
ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا) [1]، فتضمن هذا الحديث الاستعاذة من شرور النفوس ومن
سيئات الأعمال وهى عقوباتها.
ولعله ـ لأجل هذا ـ
كان لفظ الحسنة والسيئة في القرآن الكريم لفظا مشتركا يدل على النعم والمصائب،
ويدل كذلك على ما يفعله الإنسان باختياره باعتباره من الحسنات أو السيئات.
فالحسنة الناتجة عن
سلوك الإنسان هي نفسها رحمة، والسيئة مصيبة بفعلها أو نتيجتها: