ومثل ذلك قوله
تعالى في حق الكفار المتطيرين بموسى u ومن
معه:﴿ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ
تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا
طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾
(لأعراف:131) ذكر هذا بعد قوله تعالى:﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ
وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ (لأعراف:130)
ثم إن السيئة
الثانية قد تكون عقوبة للسيئة الأولى، فتجتمع فيها سيئات الجزاء مع سيئات العمل،
ومثل ذلك الحسنة قد تلد الجسنة، فيجتمع فيها المعنيان جميعا.
وقد وردت الدلالة
على هذا المعنى في مواضع كثيرة من القرآن الكريم:
ومن ذلك قوله تعالى:﴿ وَلَوْ
أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ
دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا
يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً﴾
(النساء:66)، فقد أخبر تعالى بأن من جزاء طاعتهم للتكليف زيادة التثبيت.
ومنه قوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ
جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ
الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت:69)، فقد أخبر تعالى أن من نتائج المجاهدة
الهداية لسبله.