responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 508

أما الكافر، فلا يحق له أن يسأل ذلك السؤال، لأنه كان معرضا لنفس الرحمة التي تعرض لها أخوه الصغير الذي حافظ على فطرته بصغره، أو أخوه الكبير الذي أضاف إلى فطرته الأصلية ما استأهل به الدرجات العليا.

ومع ذلك، فإن الله يرحمه بذلك العذاب ليخلص فطرته من الدنس الذي علق به، وسنعرف هذا في محله من ( رحمة النشأة الثانية)

ثم إن هذا السؤال نفسه مستحيل، لأن الله تعالى برحمته يجعل لكل واحد من أهل الجنة رضى بما هو فيه، فلا يطمع في نصيب غيره، بل لا يرغب فيه، وإلى هذا الإشارة بقوله a عن عتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه:( فيقولون: ربنا! أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين، فيقول: لكم عندي أفضل من هذا، فيقولون: يا ربنا! أي شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضائي فلا أسخط عليكم بعده أبدا) [1]

بل يدل الواقع على هذا، فإن الصبي الصغير لو خير بين لعبه والمناصب الرفيعة أو الأموال الضخمة لاختار لعبه.

ولهذا أخبر a عن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: ألست فيما شئت؟ قال: بلى ولكن أحب أن أزرع، فبذر فبادر الطرف نباته واستواءه واستحصاده، فكان مثل أمثال الجبال؛ فيقول الله: دونك يا ابن آدم! فإنه لا يشبعك شيء[2].

وهو يدل على أن رغبات أهل الجنة هي التي تحدد درجاتهم، وهو من تمام رحمة الله بهم.



[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] رواه البخاري.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 508
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست