فهذه النماذج هي
بعض ما يناله هؤلاء المقربون من رحمات بحسب أعمالهم وطبائعهم ورغباتهم.
بل أخبر a أن رفيق المؤمن في تلك المواقف العصيبة هو من كان قلبه يهفو
إلى محبته، والاقتداء بسنته الشاملة لجميع أحواله، قال a:( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم
أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون
والمتفيهقون، قالوا: يا رسول الله ما المتفيقهون؟ قال: المتكبرون) [1]
وهذا المعنى هو
العزاء العظيم لمحبي رسول الله a، فإنهم لا تقر أعينهم
بأي نعيم ما لم يروا رسول الله a ويكحلون أبصارهم
وبصائرهم بطلعته، فلذلك كانت الرحمة الخاصة بهم أن ينالوا هذا الجزاء.
عن سعيد بن جبير
قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول اللّه a وهو محزون،
فقال له النبي a:( يا فلان مالي أراك محزوناً؟) فقال:( يا نبي اللّه
شيء فكرت فيه)، فقال:( ما هو؟) قال:( نحن نغدوا ونروح ننظر إلى وجهك ونجالسك،
وغداً ترفع مع النبيين، فلا نصل إليك) [2]
فلم يرد عليه النبي
a شيئاً، حتى أتاه جبريل بهذه الآية:﴿ وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ
أُولَئِكَ رَفِيقاً﴾ (النساء:69)، فبعث النبي a فبشره.
وجاء رجل إلى النبي
a، فقال: يا رسول اللّه! إنك لأحب إليَّ من نفسي، واحب
إليَّ من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك