responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 531

ولنضرب مثالا على ذلك بعمل عظيم من أعمال البر هو قيام الليل، فالمقرب حاديه إلى القيام ومهيجه إليه ( الحب لله وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه وهو مطلع عليه مع مشاهدة ما يخطر بقلبه، وأن تلك الخطرات من الله تعالى خطاب معه، فإذا أحب الله تعالى أحب لا محالة الخلوة به وتلذذ بالمناجاة فتحمله لذة المناجاة بالحبـيب على طول القيام)

وهؤلاء يشعرون بأن نفس القيام هو جنتهم وجزاؤهم، فلذلك لا يتنظرون عليه عوضا، وكيف ينتظر المحب الولهان العوض عن ملاقاة حبيبه وهي كل مراده،بل يشعرون بمنة الله عليهم بتحريكهم لعبادته ومناجاته.

وقد روي عن المقربين من هذه الأمة ما يدل على هذا المعنى، فقد قيل لبعضهم: كيف الليل عليك؟ فقال: ساعة أنا فيها بـين حالتين أفرح بظلمته إذاجاء وأغتم بفجره إذا طلع، ما تم فرحي به قط. وقال علي بن بكار: منذ أربعين سنة ما أحزنني شيء سوى طلوع الفجر. وقال الفضيل بن عياض: إذا غربت الشمس فرحت بالظلام لخلوتي بربـي، وإذا طلعت حزنت لدخول الناس عليَّ. وقال أبو سليمان: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا، وقال أيضاً: لو عوض الله أهل الليل من ثواب أعمالهم ما يجدونه من اللذة لكان ذلك أكثر من ثواب أعمالهم.

وقال بعض العلماء: ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنة إلا ما يجده أهل التملق في قلوبهم بالليل من حلاوة المناجاة. وقال بعضهم: لذة المناجاة ليست من الدنيا إنما هي من الجنة أظهرها الله تعالى لأوليائه لا يجدها سواهم، وقال ابن المنكدر: ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث. قيام الليل ولقاء الإخوان والصلاة في الجماعة.

أما الأبرار فإن حاديهم إلى ذلك إما خوف يلزم قلوبهم من عذاب الله، فهم يبادرون إلى الوقاية منه، أو شوق إلى فضل الله يحرك جوارحهم إلى القيام بطاعته:

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست