الموبقات)، قيل:(
يا رسول اللّه وما هن؟)، قال:( الشرك باللّه وقتل النفس التي حرم اللّه إلا بالحق،
والسحر، وأكل الربا وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات
المؤمنات) [1]
وليس المراد في هذا
الحديث تحديدها، بل المراد ذكر مجامعها، عن سعيد بن جبير، أن رجلاً قال لابن عباس
:( كم الكبائر، سبع؟)، قال:( هن إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع، غير أنه لا كبيرة
مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار)
وقد ورد في أحاديث
أخرى ذكر غيرها، وقد كتب رسول اللّه a إلى أهل اليمن
كتاباً فيه الفرائض والسنن والديات، وكان في الكتاب:( إن أكبر الكبائر عند اللّه
يوم القيامة: إشراك باللّه، وقتل النفس المؤمنة بغير حق، والفرار في سبيل اللّه
يوم الزحف، وعقوق الوالدين، ورمي المحصنة، وتعلم السحر، وأكل الربا، وأكل مال
اليتيم) [2]
وفي حديث آخر عن عبد اللّه بن مسعود قال،
قلت:( يا رسول اللّه أي الذنب أعظم؟)، فقال:( أن تجعل للّه نداً وهو خلقك)، قلت:(
ثم أي؟)، قال:( أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك)، قلت:( ثم أي؟)، قال:( أن تزاني
حليلة جارك) [3]
فهذه الذنوب وغيرها تستدعي أمرين:
إما التوبة النصوح المطهرة التي ترد فيها
الحقوق لأصحابها، وترد فيه الفطرة إلى أصالتها.
أو أن تجرى لهذا الذي انتكست نفسه، وتغيرت
طبيعته عملية جراحية تعيد لفطرته أصالتها، ولنفسه طيبتها، فيستحيل أن يدخل دار
الطيبين متلطخ بالخبث.