وإليها الإشارة
بالأحاديث الكثيرة الدالة على مغفرة الذنوب ارتباطا بالأعمال الصالحة، كقوله a ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان،
مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر) [1]، وقوله a:( ألا أنبئكم
بمكفرات الخطايا! إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار
الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط) [2]
ولهذا أرشد a إلى إتباع السيئات بالحسنات، كما قال a:( ما من مسلم يذنب
ذنباً فيتوضأ ويصلي ركعتين إلا غفر له) [3]، وقال a:( اتق اللّه حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق
الناس بخلق حسن) [4]، وعندما قال أبو ذر لرسول اللّه a:( يا رسول
اللّه أوصني)، قال:( إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها)، قال، قلت:( يا رسول اللّه
أمن الحسنات (لا إله إلا اللّه)؟)، فقال a:( هي أفضل
الحسنات) [5]
ومن الذنوب ما يحدث
جراحا خطيرة في القلب، فتغير طبعه، وينتكس انتكاسة خطيرة توجب إجراء عملية تصحيح
لنفسه، وتطييب لها إن لم يتب، وهي ما يسمى بالكبائر، قال تعالى:﴿ إِنْ
تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً﴾
(النساء:31)، وقال تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ
وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾ (الشورى:37)، وقال تعالى:﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ﴾ (لنجم:
32)
وقد سمى a هذا النوع من الذنوب بالموبقات، فقال a:( اجتنبوا السبع