وأخبر a أن المرأة التي تسأل زوجها الطلاق من غير سبب لا تجد رائحة
الجنة، فقال a:( لا تسأل المرأة زوجها الطلاق في غير كنهه فتجد ريح
الجنة! وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاما) [1]
ونرى في كثير من هذه الاحاديث مسافات مختلفة لبعد
رائحة الجنة، وهي تعني بعد صاحبها أو قربه من الجنة، بحسب نوع جرمه، وقدر الحاجة
إلى تطهيره.
وقد أشار حديث أدنى
أهل الجنة منزلة إلى هذا، فقال a:( أدنى أهل الجنة منزلة
رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة ومثل له شجرة ذات ظل فقال: أي رب! قدمني إلى
هذه الشجرة أكون في ظلها، فقال الله تعالى: هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيره؟ قال:
لا وعزتك! فقدمه الله إليها، ومثل له شجرة ذات ظل وثمر، فقال: أي رب! قدمني إلى
هذه الشجرة فأكون في ظلها وآكل من ثمرها، فقال الله تعالى له: هل عسيت إن أعطيتك
ذلك أن تسألني غيره؟ فيقول: لا وعزتك! فيقدمه الله إليها، فيمثل الله تعالى له
شجرة أخرى ذات ظل وثمر وماء، فيقول: أي رب! قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها
وآكل من ثمرها وأشرب من مائها! فيقول له: هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيره؟ فيقول:
لا وعزتك لا أسألك غيره، فيقدمه الله إليها، فيبرز له باب الجنة فيقول: أي رب!
قدمني إلى باب الجنة فأكون تحت نجاف الجنة فأرى أهلها، فيقدمه الله إليها فيرى
الجنة وما فيها فيقول: أي رب أدخلني الجنة! فيدخله الجنة، فإذا دخل الجنة قال: هذا
لي؟ فيقول الله تعالى له: تمن! فيتمنى، ويذكره الله عز وجل: سل من كذا وكذا، حتى
إذا انقطعت به الأماني قال الله تعالى: هو لك وعشرة أمثاله، ثم يدخله الجنة فتدخل
عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك! فيقول:
ما أعطي