ودعوته باطلة،
والقول الباطل هو الكذب والزور والمحال من القول الذي لا يتعلق بحق موجود بل
متعلقه باطل لا حقيقة له) [1]
وانطلاقا من هذا
فإن الغاية من خلق الخلق هو عبادته التي تعني معرفته ومحبته، كما قال تعالى:﴿ وَمَا
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذريات:56)
وقد فطر الله الخلق
على هذه المعرفة والمحبة، كما قال a:( كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو
يمجسانه، كما تنتج البهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء) [2]
فالأصل في الفطر
البشري هو الطهارة، والفساد والانحراف عارض لها كما قال a:( يقول اللّه
تعالى إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين، فاجتالتهم على دينهم، وحرمت عليهم
ما أحللت لهم. وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً) [3]
ولذلك أرسل الله
تعالى الرسل لتقويم الفطرة وتكميلها، فمن الخلق ( من استجاب لهم كل الاستجابة
وانقاد إليهم كل الانقياد، فرجعت فطرته إلى ما كانت عليه مع ما حصل لها من الكمال
والتمام في قوتي العلم النافع والعمل الصالح، فازدادت فطرتهم كمالا إلى كمالها،
وهؤلاء لا يحتاجون في المعاد إلى تهذيب وتأديب ونار تذيب فضلاتهم الخبيثة وتطهرهم
من الأردن والأوساخ، فإن انقيادهم للرسل أزال عنهم ذلك كله) [4]
ومنهم من استجاب
لهم، ولم تكمل استجابته، بل بقيت فيه بقية من الأدران