ومن ذلك قوله تعالى في نعم الحواس:﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ
وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ
كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ﴾
(الأنعام:46)
ومن ذلك قوله تعالى
فيما لو شاء، فجعل الليل سرمدا:﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ
عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ
اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ﴾
(القصص:71)
أو لو شاء فجعل الماء
غورا:﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ
يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾ (الملك:30)
أو لو شاء جعل الرياح
ساكنة:﴿ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ
فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ
شَكُورٍ﴾ (الشورى:33)
وهكذا يعيش المؤمن في
ظلال القرآن الكريم، وهو يرى الاحتمالات المختلفة للأشياء تطوف به ليعيش في كدرها
وضيقها إلى أن يرى يد الله تعالى
مبسوطة له بالخير من كل جهة، فيعيش في رحاب المنة، ولذة الشكر، والفرح بالله، أما
الجاهل المجادل، فيظل يسأل كيف، ولماذا، ويظل يفرض أحكامه على الله إلى أن تفرض
أحكام الله عليه.
أما المستوى الثالث وهو
مستوى التصوير بعد الإيجاد، وهو مايعبر عن اسم ( المصور)، فقد ورد في النصوص ما
يدل على مشيئة الله المطلقة في ذلك:
فالله تعالى يمن على
عباده أن عدل صورهم في نفس الوقت الذي كان قادرا على تشويهها، قال تعالى:﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ
فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾ (الانفطار:7 ـ 8)
وقال عن مشيئته
المرتبطة بتصوير الجنين:﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ
كَيْفَ يَشَاءُ