لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (آل
عمران:6)
وقال تعالى يمن على عباده بقوة أجسامهم وسلامتها:﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا
أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً﴾ (الانسان:28)،
وقد ورد عن ابن عباس في تفسيرها:( لغيرنا محاسنهم إلى أسمج
الصور وأقبحها)
ويذكر الله تنوع
الكائنات في طريقة مشيها، ويستدل بذلك على طلاقة مشيئته، قال تعالى:﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي
عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي
عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ﴾ (النور:45)
وينبه تعالى إلى النظر في أطوار الخلق التي يمر بها
الإنسان ليعاين طلاقة المشيئة الإلهية في التصوير، قال تعالى:﴿ اللَّهُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ
مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ
الْقَدِيرُ﴾ (الروم:54)
ويذكر الله تعالى الصور المختلفة والطاقات المختلفة
الموهوبة للملائكة ـ عليهم السلام ـ وينبه بذلك إلى طلاقة مشيئته، قال تعالى:﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ
الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي
الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (فاطر:1)
وإدراك المؤمن ـ الذي
قد تضايقه صورته الدنيوية ـ لهذه المشيئة الإلهية المطلقة في التصوير تجعله يعيش
في راحة تامة، بل في سرور عظيم، فالله ـ أولا ـ هو الذي صوره بهذه الصورة، وهو
يرضى ما اختار الله له من صور.
وهو ـ ثانيا ـ يعيش
آملا في فضل الله أن يبدله بتلك الصورة التي رضيها في الدنيا صورا أجمل في الآخرة،
وقد قال a مخبرا عن نعيم الجنة:( إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع