إلا الصور من الرجال
والنساء، فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها)[1]، وقال a:( إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة
فيها كثبان المسك فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادوا حسنا وجمالا
فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم
بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا)[2]
أما الغافل، فيظل
مكتئبا حزينا يعارض مشيئة ربه، غافلا عن حكمته ورحمته.
إرادة النافع الضار:
من أسماء الله الحسنى (
النافع الضار) وهما الاسمان المتعلقان بجميع ما يصدر في الكون مما يسمى نفعا أو
ضرا، سواء نسب ذلك إلى الله مباشرة أو نسب للملائكة أوالإنس
أو الجمادات، فمشيئة الله تعالى
وراء كل ذلك، يقول الغزالي:( فلا تظنن أن السم يقتل ويضر بنفسه، وأن الطعام يشبع
وينفع بنفسه، وأن الملك والإنسان والشيطان أو شيئا من المخلوقات من فلك أو كوكب أو
غيرهما يقدر على خير أو شر أو نفع أو ضر بنفسه، بل كل ذلك أسباب مسخرة لا يصدر
منها إلا ما سخرت له)[3]
وما نراه من نفع أو ضار
صادر من الأشياء، فنتوهمه منها وبها، فننحني شكرا لها، أو نتنحى هيبة منها وهم
كبير أفرزته الغفلة عن مشيئة الله، فكل ما نراه ( بالإضافة إلى القدرة الأزلية
كالقلم بالإضافة إلى الكاتب في اعتقاد العامي، وكما أن السلطان إذا وقع بكرامة أو
عقوبة لم ير ضرر ذلك ولا نفعه من القلم، بل من الذي القلم مسخر له، فكذلك سائر
الوسائط والأسباب)
بل إن الغافل هو الذي
يرى القلم مسخرا للكاتب، أما العارف فيعلم أن الكل مسخر بيد الله ومشيئته الكاتب
والقلم وسائر الأسباب والوسائط.