وتحرر المؤمن من الرغبة
والرهبة هو الذي يجعله مطمئنا سعيدا من جهة، وهو الذي يحرره من العقبات النفسية
التي تحول بينه وبين الدعوة إلى الله، كما قال عبد اللّه بن مسعود :( إن الرجل
ليغدوا بدينه ثم يرجع وما معه منه شيء يلقى الرجل ليس يملك له ضرا ولا نفعا فيقول
له إنك والله كيت وكيت فلعله أن يرجع ولم يحظ من حاجته بشيء)
وعلى عكس ذلك أخبر الله تعالى عن مقالة
إبراهيم u
لقومه في عزة المؤمن عندما خوفوه بكل ألوان التخويف، قال تعالى:﴿
أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا
تَتَذَكَّرُونَ ﴾ (الأنعام: 80)
ثم عقب بعدها بسر الأمن
النفسي العظيم الذي واجه به كل تلك المخاوف بقوله:﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا
أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ
يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (الأنعام:81)، وهذا دليل على أن التوحيد هو الدرع الوحيد الذي يقي من
كل المخاوف.
و( الخافض والرافع) من
أسماء الله الحسنى المركبة، ويعني أو يعنيان جميعا أن الله تعالى هو المتفرد بالخفض والرفع، فيرفع من يشاء ويضع من يشاء، ومثله في
الدلالة الاسم الكريم ( المعز المذل) أي أن الله هو الذي يعز من يشاء، وهو الذي
يذل من شاء، قال تعالى:﴿