وقد قال a في هذه الآية:( اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية
من آل عمران) وقرأ الآية[1]، وفي ذلك إشارة إلى أن من أدرك مالكية الله للملك وما يترتب على ذلك
من طلاقة المشيئة في الرفع والخفض والإعزاز والإذلال، وانفراده تعالى بذلك سيحرره
من كل توجه إلى غير الله، وهذا التحرر هو نفسه اليقين الذي تستجاب به الدعوة.
ومن نتائج طلاقة
المشيئة في هذه الأسماء ما عليه البشر من الدرجات المختلفة المتفاوتة، كما قال تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ
فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ
الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (الأنعام:165)
ورد الله تعالى على
المعترضين الذين قالوا:﴿ لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ
مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم﴾ (الزخرف: 31) بأن مشيئة الله تعالى هي التي
تقسم بين الناس معايشهم كما تقسم بينهم درجاتهم، قال تعالى:﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ
رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ
بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ (الزخرف:32)
وقد كان لانتشار هذا
المعنى في المجتمع الإسلامي تأثيره الكبير في تلك العلاقة الأخوية التي ربطت بين
طبقات المجتمع المختلفة، فلم يحصل فيها الصراع الذي حصل في سائر المجتمعات.
وسر ذلك أن الفقير ـ
بعد أن يبذل جهده في الخروج من فقره ـ يرضى بما قسم الله، فلا يحسد غنيا، بل
يستغني بفقره لله عن افتقاره لغيره[2]، وهو ـ فوق ذلك ـ يعلم أن الرفعة الحقيقية