responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سوق الخطايا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 121

فما السخاء عندك يرحمك الله؟ قالت: السخاء عندي أن تعبدوا الله متنعمين متلذذين بطاعته غير كارهين ولا تريدون على ذلك أجراً حتى يكون مولاكم يفعل بكم ما يشاء! ألا تستحيون من الله أن يطلع على قلوبكم فيعلم منها أنكم تريدون شيئاً بشيء؟ إن هذا في الدنيا لقبيح!

وقالت بعض المتعبدات: أتحسبون أن السخاء في الدرهم والدينار فقط؟ قيل: ففيم؟ قالت: السخاء عندي في المهج.

وقال المحاسبي: السخاء في الدين أن تسخو بنفسك تتلفها لله عز وجل ويسخو قلبك ببذل مهجبتك وإهراق دمك لله تعالى بسماحة من غير إكراه، ولا تريد بذلك ثواباً عاجلاً ولا آجلاً، وإن كنت غير مستغن عن الثواب ولكن يغلب على ظنك حسن كمال السخاء بترك الاختيار على الله، حتى يكون مولاك هو الذي يفعل لك ما لا تحسن أن تختار لنفسك.

قال رجل منا: وعينا هذا.. فحدثنا عن الجذور التي ينبت منها البخل عسى الله أن يوفقنا لاستئصالها.

قال: الجذر الأكبر للبخل هو حب المال.. وقد ذكر الله تعالى أن الإنسان عندما يتخلى عن حقيقته يصير عاشقا للمال، قال تعالى :﴿ كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)﴾ (الفجر)

قلنا: فكيف يستأصل حب المال من القلب؟

قال: بما أن المال هو الوسيلة التي تقضى بها الحوائج والضرورات، فمن المحال استئصال حبه من القلب استئصالا كليا، لأنه لا يمكن الاستغناء عن الحاجات والضرورات، ولهذا أخبر القرآن عن فطرية بخل الإنسان، قال تعالى :﴿.. وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ.. (128)﴾ (النساء)

قلنا: فقد آل الأمر إلى توجيه هذا الحب، وتحصينه من أوزار البخل؟

نام کتاب : سوق الخطايا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست