وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾ (الأحزاب:72)
وأخبرنا عن خصومته، فقال :﴿ خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ﴾ (النحل:4)
وأخبرنا عن عجلته، فقال :﴿ وَيَدْعُ الْأِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ عَجُولاً﴾ (الاسراء:11)، وقال:﴿ خُلِقَ الْأِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ﴾ (الانبياء:37)
وأخبرنا عن بخله، فقال :﴿ قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ قَتُوراً﴾ (الاسراء:100)
وأخبرنا عن جدله، فقال :﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً﴾ (الكهف:54)
وأخبرنا عن هلعه، فقال :﴿ إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً﴾ (المعارج:19)
وهكذا.. أخبرنا ربنا عن حقيقتنا وحقيقة الصفات التي تمتلئ بها ذواتنا.
قلت: لقد أثار في كلامك هذا زوابع من الشبهات..
قال: أعلم ذلك.. أنت تتعجب كيف يخلق الله كائنا به كل هذه الشرور والآثام.
قلت: لم تعدو ما في نفسي.. فهل بحثت في جواب ذلك؟
قال: لقد أخبرنا القرآن الكريم بالجواب.. وذلك لم يحتج مني إلا بعض التدبر البسيط.
قلت: أين؟
قال: في قوله تعالى :﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا