قال: أجل..
الله الذي خلق الإنسان، وهو العليم بما خلق.. هو الذي أخبرنا عنها.. إن ذلك ـ ولله
المثل الأعلى ـ مثل الصانع الذي يخبرك عن الآفات التي قد تنزل بالجهاز الذي باعه
لك.. لتأخذ احتياطاتك نحوها.
وهكذا فإن
الله الحكيم أخبرنا أن بالإنسان آثام ظاهرة وباطنة.. وأنه لا يصلح حاله إلا بتركها..
قال تعالى :﴿ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ
يَكْسِبُونَ الْأِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ) (الأنعام:120)
قلت: هذه
الآية مجملة.. فكيف كشفت غموضها؟
قال: لقد
أخبرنا القرآن الكريم عن العلل التي تنخر حقيقة الإنسان.. وقد ربطها جميعا
بالإنسان..
أخبرنا عن
كفره ويأسه، فقال :﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً
ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ ﴾ (هود:9)، وقال
:﴿ لا يَسْأَمُ الْأِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ
الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ) (فصلت:49)
وأخبرنا عن
ظلمه الممزوج بكفره، فقال :﴿ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾
(ابراهيم:34)
وأخبرنا عن ظلمه
الممزوج بجهله، فقال :﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ