وقال عما وقع
في حادثة الإفك:﴿ وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي
الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ
تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ
بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْ
لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا
سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ (16)﴾ (النور)
قلنا: أليس
البهتان هو الكذب على الآخرين؟
قال
الماوردي: أجل.. وقد عرفه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بذلك فقال: (إن كان
فيه ما تقول فقد اغتبته. وإن لم يكن فيه، فقد بهتّه)[1]
وعن عليّ بن
أبي طالب قال: دعاني رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: (إنّ
فيك من عيسى مثلا، أبغضته يهود حتّى بهتوا أمّه، وأحبّته النّصارى حتّى أنزلوه
بالمنزل الّذي ليس به) ألا وإنّه يهلك فيّ اثنان، محبّ يقرّظني بما ليس فيّ، ومبغض
يحمله شنآني على أن يبهتني، ألا إنّي لست بنبيّ، ولا يوحى إليّ، ولكنّي أعمل بكتاب
اللّه وسنّة نبيّه a ما استطعت،
فما أمرتكم من طاعة اللّه فحقّ عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم)[2]
وأخبر a
عن عقوبة من يقع في البهتان، فقال: (من ذكر امرأ بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه
اللّه في نار جهنّم حتّى يأتي بنفاد ما قال فيه)[3]