أن لا يخفي
حاله، بل يذكر المساوىء الّتي فيه بنيّة النّصيحة..
وخامسها أن
يكون مجاهرا بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر، ومصادرة النّاس، وأخذ المكس،
وجباية الأموال ظلما، وتولّي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يجاهر به، ويحرم ذكره
بغيره من العيوب، إلّا أن يكون لجوازه سبب آخر ممّا ذكرناه.
وسادسها
التّعريف، فإذا كان الإنسان معروفا بلقب؛ كالأعمش والأعرج والأصمّ، والأعمى؛
والأحول، وغيرهم جاز تعريفهم بذلك؛ ويحرم إطلاقه على جهة النّقص؛ ولو أمكن تعريفه بغير
ذلك كان أولى.
فهذه ستّة
أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليه؛ ودلائلها من الأحاديث الصّحيحة مشهورة[1].
قلنا: عرفنا
الثالث.. فحدثنا عن الرابع.. حدثنا عن البهتان[2].
[2]
البهتان: كذب يبهت سامعه ويدهشه ويحيّره لفظاعته، وسمّي بذلك لأنّه يبهت أي يسكت
لتخيّل صحّته، ثمّ ينكشف عند التّأمّل، وهو أفحش من الكذب، وإذا كان بحضرة المقول
فيه كان افتراء، وقيل: كلّ ما يبهت له الإنسان من ذنب وغيره (انظر: النهاية في
غريب الحديث والأثر:1/ 165)