بقينا مع
الماوردي أياما معدودات يحدثنا فيها عن مرض (العدوان)، ويستعمل في التنفير عنه كل
ما آتاه الله من العلم والحكمة.. وبعد أن رأى أن المحيطين به قد فقهوا عنه ما أراد
أن يبلغهم إياهم ويدربهم عليه، طلب منا أن نسير إلى صاحب المدرسة في ساحتها..
وهناك رأيت
من العجب ما لم أكن أتصوره..
لقد كان صاحب
المدرسة محسن بن فيض الله جالسا على كرسي، وبجنبه صرر كثيرة من المال..
عندما
اجتمعنا إليه قال: مرحبا بكم.. لن أطيل عليكم الحديث، فسوقكم ينتظركم.. ولهذا
سأعجل بإخباركم بنتيجة المسابقة.
لا أكتمكم
أني في بداية المسابقة كنت أتصور أن الفائزين منكم سيكون عددا محدودا.. وقد وضعت
لذلك الحد الأدنى من الأسئلة.. وحددت الحد الأدنى من الإجابة عليها..
لكني اكتشفت
عظم خطئي.. فقد كانت تصلني من المراقبينن الذي أرسلهم كل حين في صفة زبائن ومشترين
من الأخبار ما ملأ قلبي سرورا..
ولهذا، فقد
جمعتكم اليوم لأوزع عليكم من المال ما وعدتكم به.. فاقبلوه مني فهو حقكم..
قال ذلك، ثم
طلب من بعض مرافقيه أن ينادي على رجل من أهل السوق، فنادى عليه، وحضر الرجل،
والعجب أنه رفض أخذ المال، بل صاح بقوة: لقد تعلمنا في هذه المدرسة حرمة المسألة،
وتعلمنا أن نعتمد على ما أعطانا الله من القوى، وأن نقنع بما آتانا الله من فضله..
وفوق ذلك تعلمنا من السلوك الرفيع ما سينزع من سوقنا حلة الحزن التي كان