قال آخر:
صدقت.. لقد اكتشفنا السبب الأكبر الذي كان يكمن وراء فقرنا وفقر سوقنا..
قال آخر: لقد
عرفنا المحركات الخبيثة التي كانت تمدنا بالرذيلة، وكانت هي المدد الذي أمد به محق
السوق، ومحق حياتنا.
قال آخر:
ليتك بدل أن تمدنا بما مددتنا به من فضلك السابق مددتنا بالنصح والمعرفة والعلم..
فلا يحمي المال كالعلم، ولا يحمي الحياة كالمعرفة، ولا يحمي البركة كالنصيحة.
قال آخر:
ماذا نريد بالمال.. لقد مننت علينا بما هو أعظم.. ونحن لا نطلب منك سوى أن تأذن
لنا في أن نبقى تلاميذ لهذه المدرسة ولأساتذتها الكبار..
قال آخر: بل
نطلب منك أن تأذن لنا لنسير في البلدان لنبشر بها وبالتعاليم السامية التي تدعو
إليها.
بعد أن سمع
محسن هذه الكلمات العذبة التي تفوهت بها تلك الألسنة المضمخة بعطر الإيمان، قال:
شكرا على هذه الكلمات، وأسأل الله أن يبارك لكم في حياتكم.. ولكني مع ذلك لن أعود
بهذا المال إلى بيتي.. بل سأتركه لهذه المدرسة ولكل من يتتلمذ فيها.