ولهذا كله،
فإن الله يصف الإنسان بالكفر الشديد المبين الذي لا فوقه كفر ولا مثله جحود، قال
تعالى :﴿ قُتِلَ الْأِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ﴾ (عبس:17)
قال رجل من
الحاضرين: عرفنا ما ورد في القرآن من الحديث عن كفر الإنسان وجحوده.. ولكن كيف
عرفت أن هذا هو مبدأ الآثام وأصلها الذي تتفرع منه ؟
قال
الخرائطي: لقد عرفت ذلك من مصادر كثيرة.. لعل أهمها تجربتي الشخصية.. لقد من الله
علي فأكرمت بعض المحتاجين في بعض الأسواق بما رفع فقره وفاقته.. وقد كان أول ما
واجهني به بعد أن من الله عليه من خيره ما من.. وبعد أن ارتفعت عنه قيود الفقر..
وحلت عليه تباشير الغنى أن قابل إحساني بالإساءة.. بل فعل ما هو فوق ذلك مما لا
يخطر على بال..
قلنا: ما
فعل؟
قال
الخرائطي: لقد تصور أن غناي منافس لغناه.. فلذلك راح يستعمل كل الوسائل ليحطمني
لتصوره أنه لا يمكن أن يبنى بنيانه مع بنياني..
لم أتعجب من
سلوكه هذا.. فقد كان لي من الإيمان العظيم ما جعلني أدرك أن النعمة سرعان ما تغادر
من جحدها.
قلنا: فكيف
أيقنت بهذا؟
قال: لقد
أخبرنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن ثلاثة نفر في بني إسرائيل أبرص،
وأقرع، وأعمى،