أراد لله
عزوجل أن يبتليهم، فبعث ملكا فأتى الابرص، فقال : أي شيء أحب اليك؟ قال : لون حسن
وجلد حسن، قد قذرني الناس، فمسحه فذهب، وأعطي لونا حسنا وجلد حسنا، فقال : أي
المال أحب اليك ؟ قال : الابل، فأعطي ناقة عشراء، فقال : يبارك لك فيها.
وأتى الاقرع،
فقال : أي شيء أحب اليك ؟ قال شعر حسن، ويذهب هذا عني، قد قذرني الناس، فمسحه
فذهب وأعطي شعرا حسنا، فقال : فأي المال أحب اليك ؟ قال : البقر، فأعطاه بقرة
حاملا، وقال : يبارك لك فيها.
وأتى الاعمى،
فقال : أي شيء أحب اليك ؟ قال، يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس، فمسحه فرد
الله إليه بصره، فقال : فأي المال أحب اليك ؟ قال : الغنم فاعطاه شاة والدا.
فأنتج هذان،
وولد هذا، فكان لهذا واد من الابل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من غنم، ثم إنه
أتي الابرص في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين، تقطعت به الحبال في سفره، فلا بلاغ
اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن والمال بعيرا
أتبلغ عليه في سفري، فقال له : إن الحقوق كثيرة، فقال له : كأني أعرفك، ألم تكن
أبرص يقذرك الناس فقيرا، فأعطاك الله، فقال : لقد ورثت لكابر عن كابر، فقال : إن
كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت.
وأتى الاقرع
في صورته وهيئته، فقال له : مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال له
: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت.
وأتى الاعمى
في صورته، فقال رجل مسكين، وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم
إلا بالله، ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري، فقال : قد كنت
أعمى فرد الله بصري، وفقيرا، فخذ ما شئت، فو الله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله
فقال : (أمسك مالك فانما ابتليتم فقد رضي الله عنك، وسخط على