أو علم أو قوة
أو جاه أو نحوه وقف عند النعمة ونسى المنعم وتحت تأثير بريق المواهب وسلطانها
تحدثه نفسه أنه ما أصابته هذه النعمة إلا لما لديه من الكرامة.. ولا يزال هذا
الحديث يلح عليه حتى يرى أنه بلغ الغابة أو المنتهي ويسر ويفرح بنفسه وبما يصدر
عنها ولو كان باطلا.
ومنها الإطراء
والمدح في الوجه دون مراعاة للآداب الشرعية المتعلقة بذلك.. ذلك أن هناك فريقا من
الناس إذا أطرى أو مدح في وجهة دون تقيد بالآداب الشرعية في هذا الإطراء وذلك
المدح اعتراه - لجهله بمكائد الشيطان - خاطر يقول له: إنك ما مدحت إلا لما تملك من
المواهب.. وما يزال هذا الخاطر يلاحقه ويلح عليه حتى يصاب بالإعجاب بالنفس..
ولهذا ورد في
النصوص المقدسة النهي عن المدح في الوجه، ففي الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب)[1]
وفي حديث آخر
أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم سمع رجلا يثني على رجل ويطريه في المدحة، فقال: (أهلكتم
- أو قطعتم - ظهر الرجل)[2]
قال الرجل:
فما الثمار التي تنتجها هذه الشجرة المنتنة؟
قال الآجري: كثيرة جدا هي الثمار المسمومة التي تنتجها
تلك البذرة الخبيثة..
لعل أولها هو الوقوع
في شراك الغرور والتكبر.. ذلك أن المعجب بنفسه كثيراً ما يؤدى به الإعجاب إلى أن
يهمل نفسه، ويلغيها من دفتر التفتيش والمحاسبة.. وبمرور الزمن يستفحل الداء،
ويتحول إلى احتقار واستصغار ما يصدر عن الآخرين، وذلك هو الغرور، أو يتحول إلى
الترفع عن الآخرين، واحتقارهم في ذواتهم وأشخاصهم، وذلك هو التكبر.