responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سوق الخطايا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 77

قال المسعودي: معاذ الله.. فموازين الله العادلة تأبى إلا أن تفرق بين الجرائم فلا تضع الكبيرة مع الصغيرة، ولا تضع الدقيق مع الجليل.

قال الرجل: فما الفرق بين من ذكرت؟

قال المسعودي: أما الأخير، وهو من يشتهي لنفسه مثل النعمة فإن لم تحصل فلا يحب زوالها عن المنعم عليه، فقد ذكرت لكم أنه أولى باسم المنافسة منه باسم الحسد، وهو معفو عنه في شؤون الدنيا، ومندوب إليه في شؤون الدين.

وأما الأول، فهو أخبثهم، وهو الحاسد الحقيقي، والثالث مذموم وغير مذموم، والثاني أخف من الثالث.

قال آخر[1]: فما الوقود الذي يمد نار الحسد بما يشعلها أو يزيدها اشتعالا؟

قال المسعودي: سبعة من حطب جهنم النفوس هي التي توقد نيران الحسد في القلوب.

قال الرجل: فما أولاها؟

قال المسعودي: العداوة والبغضاء.. وهذا أشد وقود الحسد اشتعالا، فإن من آذاه شخص وخالفه في غرض بوجه من الوجوه أبغضه قلبه وغضب عليه ورسخ في نفسه الحقد.. والحقد يقتضي التشفي والانتقام، فإن عجز المبغض عن أن يتشفى بنفسه أحب أن يتشفى منه الزمان، وربما يحيل ذلك على كرامة نفسه عند الله تعالى فمهما أصابت عدوة بلية فرح بها وظنها مكافأة له من جهة الله على بغضه وأنها لأجله، ومهما أصابته نعمة ساءه ذلك لأنه ضد مراده، وربما يخطر له أنه لا منزلة له عند الله حيث لم ينتقم له من عدوه الذي آذاه بل أنعم عليه.


[1] رجعنا في التعرف على أسباب الحسد إلى الإحياء مع التصرف الذي ألفناه في هذه السلسلة.

نام کتاب : سوق الخطايا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست