قال: الحقد جمرة من جمر الغضب.. فالغضب إذا لزم كظمه لعجز صاحبه عن التشفي في الحال رجع إلى الباطن واحتقن فيه فصار حقداً.
قال الرجل: عرفنا وقوده، فما نيرانه التي تفيض عنه؟
قال المسعودي: سأذكر لكم سبعة منها.
قال الرجل: فما أولها.
قال المسعودي: الحسد.. فالحقد يحملك على أن تتمنى زوال النعمة عن المحقود عليه، فتغتم بنعمة إن أصابها وتسر بمصيبة إن نزلت به.
قال الرجل: فما الثانية؟
قال المسعودي: أن تزيد على إضمار الحسد في الباطن، فتشمت بما أصابه من البلاء.
قال الرجل: فما الثالثة؟
قال المسعودي: أن تهجره وتصارمه وتنقطع عنه وإن طلبك وأقبل عليك.
قال الرجل: فما الرابعة؟
قال المسعودي: أن تعرض عنه استصغاراً له.
قال الرجل: فما الخامسة؟
قال المسعودي: أن تتكلم فيه بما لا يحل من كذب وغيبة وإفشاء سر وهتك ستر وغيره.
قال الرجل: فما السادسة؟
قال المسعودي: إيذاؤه بالضرب وما يؤلم بدنه.
قال الرجل: فما السابعة؟
قال المسعودي: أن تمنعه حقه من قضاء دين أو صلة رحم أو رد مظلمة. وكل ذلك حرام.