responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 104

يرفعون أعينهم نحو السماء، ولا ينظرون إلى الكواكب الكثيرة التي تزين هذا الكون العريض بلهاء أم مؤمنون، محقون أم مخدوعون؟

إن القاعدة التي نعرفها من خلال القرآن الكريم والنصوص المعصومة المقدسة الخالية من زهو الشعارات وألوانها وبريقها هي أن كل ما يفرح به من دون الله باطل، ومصير صاحبه إلى الحزن، وأن الفرح الوحيد الحق هو الفرح بالله وبما عند الله، فهل الفرح بالوطن معصية، وهو الذي يترعرع بين حناياه الإنسان ويرضع من ترابه، وهو طبيعة لا يكاد ينفك عنها الإنسان، فهل هذه الطبيعة جبلة أم تطبع ؟ وهل هي زينة أم تزيين؟

إن القرآن الكريم ـ وهو يصف اليوم الذي منه بدأ الإنسان ـ يعرفنا أن مزين عبادة الوطن والفرح به والاشتغال به عن الله هو إبليس عندما قال في نص وعيده الذي لم يقصر في تنفيذه: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾(الحجر:39)، فقد زين للخلق الأرض فأصبحت في أعينهم أجمل من السماء، وزين لهم التراب فتثاقلوا إليه ونسوا الجنة التي نزلوا منها.

وكانت الأرض هي الظرف الذي تم فيه كل تزيين، وقصر الخلق نظرهم إليها واشتد حرصهم عليها وعبادتهم لها، وكان أكبر تهديد يرسله هؤلاء المواطنون المتثاقلون للأرض العابدون لها لأنبيائهم، هو ما نص عليه القرآن الكريم تفصيلا وإجمالا كسنة اجتماعية يقابل بها الرسل والدعاة في كل مكان

نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست