وهذا المنطق يبين
التصور المغلوط لهؤلاء المتثاقلين حين تصوروا أنهم ملاك الأرض، يخرجون من يشاءون
ويحتفظون بمن يشاءون، لأنهم وحدهم المواطنون والوطنيون وغيرهم عملاء أو خونة أو
يريدون أن يخرجوا أهل الأرض من أرضهم.
وهذه هي الورقة
التي كان يلعب بها فرعون عندما خاطب قومه وعيناه مغرورقتان بالدموع حزنا على الوطن
الذي يريد موسى أن يسلبه من المصريين، قال تعالى على لسان فرعون:﴿ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ
أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ﴾ (الأعراف:110)
وقد كانت هذه
الورقة هي التي كان يلعب بها فرعون على عقول المصريين كما يلعب بها كل الطغاة على
مسار التاريخ، ولذلك كان المنطق الذي عبر به الملأ من قوم فرعون وهم لسانه الناطق،
وهم فروع من فرعنته أو كما يصورهم القرآن فراعنة صغار يختبئون وراء فرعون الأكبر
كما تختبئ الأصنام وراء الصنم الأكبر، قال تعالى :﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ
أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ
قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ
قَاهِرُونَ﴾ (الأعراف:127)
والإفساد في الأرض
في تصورهم هو أن تكون لموسى وأخيه هارون