الكبرياء في الأرض
التي هي الثمرة الأولى التي يجنونها من وراء مواطنتهم ووطنيتهم، قال تعالى:﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا
وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ
وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ﴾(يونس:78)
لأن المفاهيم
الجديدة والعقائد الجديدة التي تمس ثوابت الأمة تمس روح الوطن وتمس مصالح القائمين
عليه، وهي بالتالي خيانة عظمى وإفساد في الأرض.
ولهذا ارتبطت
الآلهة في كل الديانات والمذاهب البشرية بالأرض، وكانت الأرض هي أم الآلهة أو أساس
وجودها، وكان الأنبياء خونة باعتبار هذه العقائد لأنهم يمسون أصلا من الأصول التي
يرتبطون بها ولا يريدون التنازل عن تصوراتهم نحوها، ولذلك كانوا يقابلون بالتهديد
وبالإخراج من الأرض، قال تعالى عن المشركين مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنْ
الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا
قَلِيلًا﴾ (الإسراء:76)،
وقال عن الفراعنة مع موسى : ﴿
فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنْ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ
جَمِيعًا﴾ (الإسراء:103)
ويخبرنا القرآن
الكريم عن إحدى العلل الكبرى التي كان المشركون يتصورونها كافية لترك الدين الجديد
الذي يستيقنون صدق مبلغه وأنه رسول رب العالمين، وهو الاستغراق في الوطن والأرض
إلى درجة الخوف والجبن، قال تعالى: P وَقَالُوا
إِنْ نَتَّبِعْ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ
لَهُمْ حَرَمًا