والسواد في الآخرة
ليس سوادا طبيعيا، قد يتأقلم معه صاحبه، بل هو سواد الحزن الدائم والهم المقيم،
قال تعالى: P وَوُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَة(عبس:40، 41)، قال البغوي في
تفسيرها:سواد وكآبة الهم والحزن[1].
وقال تعالى يبين
هذا اللون النفسي الذي يغشى وجوه أهل النار: Pوَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
بَاسِرَةٌ(القيامة:24)، قال الشوكاني: أي كالحة عابسة كئيبة[2].
ويبين بشاعة
منظرهم وشفاههم التي كانوا يتفننون في تمطيطها في الدنيا، وملئها بالسخرية من خلق
الله، وكيف يئول مصيرها بقوله تعالى ﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾(المؤمنون:104) قال البيضاوي: الكلوح تقلص
الشفتين عن الأسنان[3].
أما وجوه المؤمنين
يوم القيامة فهي وجوه مستنيرة مسفرة ناضرة ولو كانت في الدنيا سوداء كالحة مظلمة، قال
تعالى في وصف وجوه المؤمنين:﴿ تَعْرِفُ
فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ﴾ (المطففين:24) فهي نضرة حسية تنبئ عن رضى نفسي عميق.
وكل أوصاف القرآن الكريم
لوجوه المؤمنين في الجنة يقترن فيها الحسن