وهذا الاعتقاد
يجعل المؤمن غير مبال بلونه الدنيوي، ولا هيئته الدنيوية، وترفع عنه رداء الكبر
بهما، أو الفخر والتطاول بهما على الخلق، وتجعل فرحه إن فرح بهما فرح المستشعر
بفضل الله عليه، وهو فرح يسلب عنه كل ما يسيء إلى غيره أو يسيء إلى نفسه، ولهذا
كان a يقول في دعائه:( اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي)[1]
وفي هذا الدعاء
أدب عظيم منه a، حيث قدم شكر الله على الطلب، وشكر الله على ما منه
وما لا يمكن تغييره، وسأل الله توفيقه لما طلب منه.
وهذا الدعاء الذي
ورثناه منه a يختصر في إيجاز موقف المؤمن من جسده، فهو نعمة بأي
صورة كان، والمؤمن غير مطالب بتغييره، بل هو مطالب بالرضى به وحمد الله عليه وعدم
الإعجاب بأي حسن قد يصرفه عن حقيقته أو وظيفته في هذا الوجود، فكل من فرح بغير
الله سيحزن، وكل من رضي بغير الله سيسخط، وكل من نسي الله سينسى نفسه وحقيقته
وسيختصر وجوده في قالب طيني سرعان ما يعود إلى أصله، قال تعالى:P وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا
اللَّهَ