واتخذ شاعر آخر أسلوبا علميا كالأسلوب الذي تنتهجه تلك
الدراسات لتزرع الفوارق بين البشر فأخذ يعدد عيوب هذا الجسد الذي يتيه به الخلائق
ويتكبرون ويقاتل بعضهم بعضا:
يا
مظهر الكبر إعجابا بصورته
انظر
خلاءك إن النتن تثريب
لو
فكر الناس فيما في بطونهم
ما
استشعر الكبر شان ولا شيب
هل
في ابن آدم غير الرأس مكرمة
وهو
بخمس من الأقذار مضروب
أنف
يسيل وأذن ريحها سهك
والعين مرصة والثغر ملعوب
يابن
التراب ومأكول التراب غدا
أقصر
فإنك مأكول ومشروب
وشبه ذو الرمة الجمال الظاهر الساتر للشين المختفي في
ثيابه بالماء