تحليلها، ولم
يعبر منها إلا الله فيصدق عليه قوله تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾(يوسف:105)، وقوله تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا
مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾(الأنبياء:32)
وقد ورد هذا اللقب
أُوْلُوا الْأَلْبَابِ في القرآن الكريم في ستة عشر موضعا كلها قاصرة على المؤمنين
أصحاب العقول النيرة، و اللب هو العقل الخالص من الشوائب، وسمي بذلك لكونه خالص ما
في الإنسان من معانيه، كاللباب واللب من الشيء، وهذا يشير إلى أن العقول الأخرى
التي تتيه فرحا بنفسها ما هي إلا غلالة وقشرة ومظهر بسيط يستر العقل الحقيقي الذي
جعله الله للكمل من عباده، والفرح بتلك القشرة والانشغال بها يحول بين الإنسان
والترقي للكمال الذي سيصله حتما إن رجع إلى الله، وفرح بنعمة العقل المستعبد لله
لا للنفس ولا للهوى ولا للشيطان.