الزينة هي تلك
المظاهر التي تنبت من جذور القلب المغذى بمادة التزيين، والتزيين هو نفخة الفرح
التي يتلقاها القلب بحسب قابليته واستعداده، ونافخو مادة التزيين مختلفون ومتعادون
ومتناقضون، منهم الناصح الغارق في نصحه، ومنهم العدو الموغل في عداوته، ومنهم
الأحمق الذي لم يستطع أن يميز نفسه في إحدى الطائفتين، ومنهم المخادع والمنافق
والمراوغ، كما أن منهم المحب والحنون والوديع.
ومادة النفخ
متعددة متضاربة، منها العسل المصفى والإكسير الأحمر والترياق الشافي، ومنها السم
الزعاق والموت الأسود والداء العضال.
والقابلون لألوان
التزيين كالمعادن المختلفة المتناقضة منها الجوهر النفيس والذهب الإبريز، ومنها
الحديد والزنك والرصاص.
بهذه الصور
المتعددة المتضاربة يتحدث القرآن الكريم عن الزينة والتزيين ليرسم الحقيقة أمامنا
بكل معانيها، ويصورها بكل مشاهدها لنختار ما يتناسب مع قابلية قلوبنا وجوهر
استعدادنا.
ولكنه ـ كطريقته
مع كل شيء نشتغل به ونشغل أنفسنا وتنسينا غمرة الفرح المتدفق من شرايين قلوبنا
بماذا نشتغل وعما نشغل ـ ينهانا عن الفرح، ويأمرنا